القدس والأقصى تحت عناية الأمويين والعباسيين
وظل المسجد الذي أقامه عمر بن الخطاب أمام الصخرة قائما في عصور الخلفاء الراشدين حتى جاء عصر معاوية بن أبي سفيان فنودي بالبيعة له في مدينة القدس ولكنه اختار مدينة دمشق عاصمة لخلافته، ثم تولى الخليفة عبد الملك ابن مروان وابنه الوليد عملية إعمار المدينة المقدسة وتجديدها، حتى أصبحت مدينة القدس في عهدهما من أعظم المراكز الإسلامية، فقد أعاد بناء الأسوار المحيطة بالمدينة وأقاما الأبنية والقصور.
ثم تولى عبدالملك بن مروان تشييد مسجد قبة الصخرة، ثم ظلت المدينة المقدسة ومسجدها في صيانة وحفظ تحت جناح الدولة العباسية (132 هـ - 656 هـ) وزاد اهتمام العباسيين بها في عهد أبي جعفر المنصور، فقد أولى المسجد الأقصى عنايته بعد أن تعرضت الأرض المقدسة لزلزال تهدمت بسببه أجزاء من المسجد، فلما وصل الخبر إلى الخليفة وقيل له إن كل ما في بيت المال لا يفي برد المسجد إلى ما كان عليه، أرسل إلى أمرائه وسائر قواده بأن يتولى كل منهم بناء رواق من أروقة المسجد وكان ذلك عام 154 هـ، وكذلك قام الخليفة العباسي المهدي بإصلاحات في المسجد عام 158 هـ وزاد في طوله، وظل المسجد الأقصى وقبة الصخرة محميين تحت كنف الخلافة العباسية حتى انتهى عصرها عام 656 هـ على يد المغول.