(1)
أحدى القرى الفلسطينية الثلاث التي تحمل هذا الاسم. وأما القباب فهي قرية أخرى تقع على الطريق بين يافا والقدس.
والقبيبة هذه، هي من أعمال الخليل تقع في غرب القضاء للجنوب الغربي من بيت جبرين، اقرب قرية لها.
لها أراض مساحتها 11912 دونماً. منها 35 مساحة القرية نفسها و8 للطرق والوديان ولا يملك اليهود فيها شيئاً. غرس الزيتون في 44 دونماً. وتحيط بها الأراضي أراضي قرى الدوايمة وبيت جبرين وعرب الجبارات من أعمال بئر السبع.
كان في القبيبة عام 1922م (646) نفراً وفي عام 1931م كانوا 800: ـ 417 ذ. و382 ث ـ لهم 141 بيتاً. وفي عام 1945م ارتفع العدد إلى 1060 مسلماً.
لم نجد لها اسماً في القائمة التي ضمت مدارس في عام 1942 ـ 1943 المدرسي.
شرد الأعداء سكان القبيبة بعد أن دمروها.
والقبيبة نفسها موقع أثري تحتوي على «مغر، نحت في الصخور (معاصر)، كتابة على حافة الصخر بالقرب من جانب الطريق الرومانية».(430)
تكثر المواقع الأثرية في جنبات قرية القبيبة نذكر منها:
(1) تل الدوير: تل يقع في ظاهر القرية الجنوبي وعلى بعد خمسة أميال إلى الجنوب الغربي من بيت جبرين مرتفعاً 253 متراً عن سطح البحر. كانت تقوم عليه مدينة «لاكيش» أو «لخيش»(431) التي تعود بتاريخ تأسيسها إلى العصر المعدني، قبل التاريخ المدون، أي منذ نحو 6000 سنة. ولأنها تحمي مداخل المنطقة الجبلية من الجنوب كانت قديماً حصناً هاماً.
وفي عهد الهكسوس حصنت المدينة وأقيمت فيها زرب للخيل وحفظ العربات. وما يسترعي الانتباه انه وجد في لخيش رسم خنجر نقش يعود بتاريخ إلى نحو سنة 1600 ق. م. كما وجد شكل إبريق وكأس مع نقوش ترجع إلى القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد. وقد اكتشف في المدينة أيضا معبد مصري شيد في أيام أمنحتب الثالث (1411 ـ 1377 ق. م.) بقي حتى أيام رعمسيس الثاني (1301 ـ 1224 ق. م). ولما أغار اليهود على فلسطين بقيادة يوشع تمكنوا من تدمير لخيش وقتل سكانها ونهب ما فيها من نفائس وأموال.
حاصر الأشوريون أيام سنحاريب (705 ـ 681 ق.م) لخيش وقد اكتشفت نقوش في قصره في نينوى تظهر جنوده وهم يهاجمون المدينة ويحاصرونها ثم يسوقون أهلها إلى السبي.
ولما أنهى نبختنصر البابلي أمر المملكة اليهودية حاصر لخيش ثم أمر بتدميرها تدميراً كاملاً وسبى سكانها.
ثم عادت لخيش ونهضت في العهد الروماني وأعاد لها بعض عمرانها واسمها
Lachis
وذكرها الفرنجة في مصادرهم باسم:
Deirelcobebe.
ويحتوي تل الدوير على «تل أنقاض، بقايا حصن، أسوار مدينة، مبان، بوابة، خندق، طرق قديمة، مدافن في الوادي والمنحدرات(432)».
(2) وفي ظاهر «تل الدوير» الجنوبي بقعة أثرية أخرى تحمل اسم «خربة الدوير» بها «جدران متهدمة مبنية بالدبش، أساسات، حظائر(433) ويقال لهذه الخربة أبيضا «خربة ام السويدا».
وفي عام 1955م أقام الأعداء على موقعي القبيبة ولخيش قلعتهم «Lachich». تمون هذه القلعة وجوارها بمياه نهر العوجاء التي تصلهم بأنابيب أقيمت لهذا الغرض.
(3) خربة أم طلعة: في شمال القبيبة ترتفع 253 متراً عن سطح البحر. بها «أسس، صهاريج، مغر(434)».
(4) خربة السقيفة: للشرق من القرية بانحراف قليل إلى الشمال. تحتوي على «أكوام حجارة، أساسات، مغر(435)».
(5) خربة بيرم: في الشمال الرقي من القبيبة. بها «أساسات، أكوام حجارة(436)».
خربة قرقره: في الجنوب الشرقي من القرية. تحتوي على «أساسات، أكوام حجارة(437)».
خربة حوض الرومية: في الجنوب من القرية. بها «آثار أنقاض، مغر(438)».
خربة الغبية: للشمال من القبيبة. بها «آثار أنقاض مغائر(439)».
خربة الشقّاق: أو خربة شقاقية: بين الدوايمة والقبيبة. بها «أساسات من حجارة مربعة. أحواض خمر منقورة في الصخر. أكوام حجارة. صهاريج(440)».
وبجوار هذه الخربة خربة أخرى تحمل اسم «خربة فارة». ترتفع كل منهما 298 متراً عن سطح البحر.
خربة الجبو: في ظاهر القبيبة الشمالي الشرقي. ترتفع 300 متر عن سطح البحر. بها «أساسات، أكوام حجارة»(441).
خربة الخروع: في شمال القبيبة الغربي. بها «أسس، صهاريج(442)».
خربة مرة السيل: للغرب من خربة الخروع. بها «أساسات، صهاريج، خزانات، مغر»(443) ترتفع 200 متراً عن سطح البحر.
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] مر ذكره في أجزاء سابقة من هذا الكتاب، كركي المولد. عرف بعلمه وشجاعته. ومن الإنشاءات التي قام بها في وطننا العزيز فلسطين القلعتين اللتين أقامهما في جبلي تابور والسلط. وهو الذي جلب إلى «الشويك» غرائب الأشجار المثمرة حتى تركها تضاهي دمشق.
[2] بلدانية فلسطين العربية 63.
[3] الحضرة الأنيسية في الرحلة القدسية ص69. ومر ذكر الهروي في جزء سابق وتوفي سنة 611هـ. بحلب.
[4] اهل العلم والحكم في ريف فلسطين 121.
[5] بنو جعد: بطن من لخم.
[6] معجم البلدان 2/290 ونور الدين محمود لمؤنس حسين ص 218 ـ 219.
[7] الأنساب 4/213 وذكر الشيخ يوسف بن درناس، في بعض المؤلفات «يوسف بن درباس المغربي الفندلاوي». وأزيل قبر الحلحولي حين فتح شارع جديد في حي الأكراد بدمشق ولم يبق له أثر.
[8] القين، بطن من قضاعة من القحطانية. واليهم ينسب قطبة بن سعيد القيني. من شخصيات جند الأردن ـ شمالي فلسطين ـ البارزين.
[9] الإصابة 4/129.
[10] فيليب اسم يوناني معناه محب للخير.
[11] أعمال الرسل: 8/26 ـ 39.
[12] الوقائع الفلسطينية 1620.
[13] الوقائع الفلسطينية 1510.
[14] هو الخليفة السادس عشر من الخلفاء العباسيين امتدت خلافته نحو عشر سنوات: [279 ـ 289 هـ: 892 ـ 902م] وقد نبغ في عهده كثير من الشعراء والعلماء نذكر منهم البحتري، والبلاذري واليعقوبي وابن الفقيه وابن الرومي. وكان المعتضد نفسه شاعراً.